التحكيم

التحكيم


يعتبر التحكيم واحدًا من أهم الطرق والأساليب القانونية التي تتبع في سبيل فض المنازعات بين الأطراف سواء كانت تجارية أو غيرها من الأنواع، ويختلف عن القضاء بشكل تام حيث إنه يأتي قبله لتجنب الأخير، وذلك مما سنتطرق له في مقالنا.

بالإضافة إلى ما سبق فمن المهم الاهتمام بما يخص الخطوات والإجراءات الخاصة بذلك الأسلوب القانوني الذي يمكن أن تتعرض له في الكثير من الأحيان، وهو ما سنتولى الحديث عنه بجانب بعض التفاصيل الأخرى في السطور التالية من موقعنا ميدان العدالة.

التحكيم السعودي

التحكيم السعودي
التحكيم السعودي

يمكننا تعريف التحكيم على أنه واحد من أشكال تسوية وحل المنازعات بين الأطراف المتنازعة، وهو وسيلة أو طريقة من خلالها يتم حل المشكلات خارج إطار المحاكم والقضاء، حيث يتم الفصل في النزاع على يد شخص أو أكثر، ولكن ذلك لا يعني أن قرار التحكيم مُلزم قانونًا لكل الأطراف ويكون قابل للتنفيذ في المحاكم ما لم يوجد نص يشير إلى أن التحكيم والقرار غير مُلزم التنفيذ.

أنواع التحكيم

من المهم معرفة أهم أنواع التحكيم التي يتم اتباعها في السعودية، والتي لكل منها خصائص معينة تتناسب مع طبيعة النزاع واحتياجات كل طرف من الأطراف، وفي التالي سنوضح لكم أهم تلك الأنواع:

1- التحكيم الحر أو الخاص

التحكيم الحر أو الخاص هو نوع التحكيم الذي يتم بشكل مستقل دون الحاجة إلى مؤسسة تحكيمية بحيث تتفق الأطراف على اختيار المحكمين وكذلك اختيار القواعد والإجراءات، ومن أهم مميزات ذلك النوع هو أنه يوفر قدر أكبر من المرونة وكذلك يعطي تكاليف أقل، أما عن العيوب فهي تتمثل في أنه لا يتضمن هيكلية وتنظيم كما التي تقدمها المؤسسات التحكيمية الأخرى.

2- التحكيم المؤسسي

أما عن التحكيم المؤسسي فهو الذي يتم تحت رعاية مؤسسة تحكيمية متخصصة والتي من أمثلتها غرفة التجارة الدولية أو مركز لندن للتحكيم الدولي وكذلك يتضمن مراكز التحكيم الوطنية، ويضم بعض المميزات ومنها أنه يوفر قواعد وإجراءات محددة بشكل مسبق بجانب قائمة من المحكمين أصحاب الخبرات، أما عن عيوبه فهو أن تكلفته أعلى لوجود رسوم مؤسسية.

3- التحكيم غير الملزم

ذلك النوع من التحكيم يعتبر قرارًا غير إلزامي من الممكن للأطراف المتنازعة قبوله أو رفضه، ويمتاز بأنه يوفر توجيه للأطراف لمساعدتهم على الوصول إلى تسوية ودية، وبالنسبة للعيوب فهو لا يوفر حل نهائي للنزاع في حالة رفضت الأطراف ما قررته اللجنة.

4- التحكيم الملزم

هذا النوع من التحكيم يكون فيه القرار الذي تصدره اللجنة كقرار نهائي مُلزم لكافة الأطراف، ولا يُسمح باستثنائه إلا في بعض الحالات القليلة النادرة، وبالنسبة لمميزاته أنه لا يقدم حل نهائي أو حل سريع للنزاع وبالنسبة لعيوبه فهو لا يُقدم فرصة للاستئناف حتى وإن كان هناك خطأ في القرار.

5- التحكيم المحلي

نوع من أنواع التحكيم والذي يكون داخل دولة واحدة فقط تتم بناءً على قوانين وقواعد محلية، ويمتاز ذلك النوع بأنه يكون أقل تعقيد وتكلفة عند مقارنته بالتحكيم الدولي، وبالنسبة للعيوب الخاصة به فإنه لا يكون مناسب لأي نزاعات تتضمن أطراف دولية.

6- التحكيم الدولي

يُعرف التحكيم الدولي على أنه التحكيم الذي يتم بين أطراف من أكثر من دولة، ويخضع لقواعد عالمية دولية، ومن أهم مميزات ذلك النوع أنه يوفر حل للنزاعات الدولية بطرق مقبولة بشكل دولي أما عن العيوب فتتمثل في أن إجراءاتها معقدة وذات تكلفة عالية.

7- التحكيم السريع

بالنسبة للتحكيم السريع فهو التحكيم الذي يتم بطرق مختصرة سريعة للتعامل مع النزاعات البسيطة في أقصر وأقل وقت ممكن، ومن مميزاته أنه يضم حلولًا سريعة وفعالة للتعامل مع النزاعات البسيطة، وبالنسبة للعيوب فإن ذلك النوع غير مناسب للنزاعات المعقدة التي تحتاج إلى دراسة مستفيضة.

8- التحكيم المتخصص

في ذلك النوع من التحكيم يتم الاستعانة بمحكمين من أصحاب الخبرات في مجال معين من النزاعات مثل التحكيم في النزاعات الخاصة بالملكية الفكرية، ومن أهم مميزاته أنه يضمن لك التحكيم بناء على خبرة فنية متخصصة في موضوع النزاع، أما عن العيوب فتكمن في أنه يمكن أن يكون مكلف لوجود الحاجة لخبراء على قدر من التخصص.

شرط التحكيم

شرط التحكيم
شرط التحكيم

توجد مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوفر في التحكيم وإجراءاته وخطته، ودعونا في السطور التالية نوضح لكم أبرز وأهم تلك الشروط:

  • من المهم أن يكون التحكيم له طبيعة إنشائية أي أنه ينشأ عن وجود علاقة تعاقد مستقلة عن العقد الأساسي، حيث يكون كل طرف مُلزم باللجوء إلى التحكيم للتخلص من المنازعات القائمة.
  • كذلك يجب أن يكون التحكيم بإرادة كافة الأطراف، وهو ما يُلزمهم باللجوء إلى التحكيم في فض المنازعات القائمة عن العقد.
  • من الشروط كذلك أن تكون الإجراءات منظمة، وذلك يشمل الكيفية التي بها سيتم تشكيل هيئة التحكيم، وكذلك إجراءات النظر في النزاع.
  • شروط التحكيم يجب أن تكون مكتوبة وذلك في سبيل ضمان صحة ونفاذ الإجراءات والقرارات المترتبة.

خطوات التحكيم

تتم إجراءات التحكيم وفقًا لمجموعة من الخطوات الخاصة التي بها يتم البدء في فض النزاع والتخلص من المشكلات، وفي التالي دعونا نتعرف عليهم:

  1. يقوم المدعي بتقدم طلب التحكيم من خلال نموذج مخصص لذلك وإرساله إلى المركز السعودي التجاري، وكذلك نسخة من النموذج إلى المدعى عليه.
  2. تسديد رسوم التسجيل.
  3. يتواصل المركز التجاري مع الشخص المدعى عليه لإبلاغه بطلب التحكيم، ويطلب منه الاستجابة والرد خلال الزمن المتفق عليه في قواعد التحكيم.
  4. يرد المدعى عليه بإرسال المركز للمدعي الرد وكذلك يطلب منه الرد عليه.
  5. ينسق المركز مكالمة إدارية جماعية بين كافة الأطراف للاتفاق على النقاط التي سيتم التعامل بها في إجراءات التحكيم من مكان ولغة وعدد المحكمين وغيرها من التفاصيل.
  6. بعد الاتفاق يتواصل المركز مع الأطراف المتنازعة وإبلاغهم بهيئة المحكمين، وكذلك اتباع الإجراءت الإدارية الخاصة بالتعيين وطلبات الإفصاح والرد بناءً على ما نصت عليه قواعد التحكيم.
  7. تسديد الرسوم المقررة للخدمة قبل إحالة الأمر إلى هيئة التحكيم.
  8. تتولى هيئة التحكيم عمل مكالمة أولية للأطراف للاستماع والاطلاع على ملخص للنزاع، وكذلك لتحديد جدول زمني خاص بالإجراءات يتضمن مواعيد الجلسات وكذلك مواعيد الحصول على المذكرات من الأطراف والرد عليها.
  9. بعد أن يقدم الأطراف كافة الطلبات الخاصة بهم والردود تستفسر الهيئة من الأطراف عن وجود أدلة أخرى يمكن تقديمها أو وجود شهود يمكن سماعهم أو أي أقوال إضافية.
  • في حالة اقتنعت الهيئة بما تم تقديمه في ملف الدعوى يتم إعلان ختام جلسات الاستماع.
  • هيئة التحكيم تتولى دراسة ومداولة كافة ما قدمه الأطراف في جلسات الاستماع، ويتم إصدار الحكم خلال فترة لا تتعدى الستين يومًا من وقت نهاية جلسات الاستماع.

الأسئلة الشائعة

ما هو تعريف التحكيم؟

التحكيم يُعرف بأنه الإجرءات التي على أساسها تتم إحالة النزاع بموافقة كافة الأطراف إلى محكم أو أكثر يتولون مهمة إصدار قرارات ملزمة بخصوص النزاع، وفي ذلك يختار كافة الأطراف حل النزاع بدلًا من الدخول إلى المحكمة.

ما الفرق بين القضاء والتحكيم؟

القضاء قولًا واحدًا مؤسسة من المؤسسات الرسمية للدولة أما التحكيم فهو مؤسسة غير رسمية يمكن أن تكون أجنبية على الدولة التي تشملها جلسات التحكيم، وكذلك قراراته على النقيض من القضاء الذي يجب أن يكون مخصص للدولة التي يوجد بها ويشرف عليه أفراد من نفس الجنسية.

ما هو مبدأ التحكيم؟

مبدأ التحكيم يُعرف على أنه الاتفاق الذي به يتم فض المنازعات التي تنشأ أو نشأت بالفعل بين أطراف نزاع ما من خلال محكمين يتم اختيارهم بإرادة أفراد النزاع بدلًا من الفصل فيها بناءً على رأي القضاء المختص.

 يُعد التحكيم من الوسائل والطرق التي يتم الاستعانة بها في إنهاء العديد من المنازعات القانونية المختلفة التي يمكن أن يمر بها الكثير من الأفراد سواء في النطاق التجاري أو غير ذلك، وفي كل الأحوال يغنيك ذلك عن الدخول إلى السلك القضائي، وما به من إجراءات عديدة، وفي السابق أوضحنا لكم كافة ما يجب معرفته عن التحكيم.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *