من بين الأدوات الاقتصادية البارزة في المملكة العربية السعودية صندوق الاستثمار العام، هذا الذي يتم الاعتماد عليه بشكل كبير لتحقيق رؤية المملكة 2030م، الجدير بالذكر أنه تم تأسيسه عام 1971م، وهذا بغرض دعم التنمية الاقتصادية بالدولة السعودية، وأيضًا إدارة الاستثمارات الحكومية، وعليه نتعرف من خلال موقع ميدان العدالة على أهداف هذا الصندوق، وتأثيره على الاقتصاد السعودي والعالمي.
صندوق الاستثمار العام

يعد هذا الصندوق صندوق الثروة السيادية للمملكة العربية السعودية، والذي يعد من أبرز صناديق الثروة السيادية في العالم وأكبرها، وهذا لأنه يحتل المركز الخامس بأصول تبلغ 925 مليار دولار، وهذا مع نهاية شهر أبريل لعام 2023م، وعقب صفقة أرامكو في شهر مارس عام 2024م كانت الأصول قد ارتفعت لتصل إلى 940.6 مليار دولار.
الجدير بالذكر أن هذا الصندوق يعمل على تمويل المشروعات التي يوجد لها قيمة استراتيجية للاقتصاد الوطني السعودي، كما أن المملكة العربية السعودية تعمل على تحويل هذا الصندوق إلى واحد من أهم وأكبر الصناديق السيادية، وهذا على مستوى العالم.
يتم ذلك من خلال العمل على بناء محفظة استثمارية متنوعة، وهذا عن طريق الاستثمار في الفرص الاستثمارية التي تعد عامل جذب على الصعيد الدولي والمحلي.
الأهم من ذلك أنه في عام 2020م تم إدارة أصول بقيمة 400 مليار دولار من قِبل صندوق الاستثمارات العام، ويوجد لدى هذا الصندوق محفظة متقنة من 200 استثمار تقريبًا، منها 20 استثمار موجودة بالسوق المالي السعودي.
في شهر مارس عام 2024م تم نقل ما يبلغ 8% من أسهم أرامكو الكاملة إلى صندوق الاستثمار العام، وفي 11 مارس عام 2024م تم الكشف من قِبل المعهد السويسري للصناديق السيادية عن تقدم الصندوق إلى المركز الخامس على الصعيد العالمي، وهذا بأصول قيمتها 940.26 مليار دولار، وبهذا أصبح متخطيًا هيئة الاستثمار الكويتية التي كانت أصولها الإجمالية 023.45 مليار دولار.
في الخامس والعشرين من أبريل عام 2024م تم الكشف من قِبل التقرير السنوي لرؤية المملكة 2030م أن إجمالي الأصول الخاصة بالصندوق بلغت 2.81 تريليون ريال أي 649.24 مليار دولار، وبهذا تخطت الهدف العام الذي كان يبلغ 2.7 تريليون ريال.
في عام 29 مايو للعام نفسه أفادت دراسة بأن الصندوق يحتل المرتبة الأولى بأنه صاحب أعلى علامة تجارية بين صناديق الثروة السيادية من حيث القيمة، وعليه في الثاني من يوليو في 2024 تم الحصول على المرتبة الثانية عالميًا، والأولى بالشرق الأوسط من بين 100 صندوق سيادي، وهذا في إطار تصنيفات الحوكمة والمرونة العالمية من مؤسسة Global SWF.
مصادر تمويل صندوق الاستثمار العام
هناك عدة مصادر يتم من خلالها تمويل صندوق الاستثمار العام، وتتمثل تلك المصادر في الآتي:
- أموال الدولة التي يتم ضخها في الصندوق.
- الأصول الخاصة بالحكومة، والتي يتم تحويل ملكيتها إلى الصندوق.
- أدوات الدين، بالإضافة إلى القروض.
- الأرباح المحتجزة من قِبل الاستثمارات.
أهداف صندوق الاستثمارات العامة
هناك بعض الأهداف التي يساهم صندوق الاستثمارات العامة في تحقيقها، وتتمثل تلك الأهداف في الآتي:
- العمل على تمويل الاستثمار في المشروعات الإنتاجية التي يوجد لها طابعًا تجاريًا.
- المساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني مع تنوع مصادر الدخل، بالإضافة إلى توطين التقنيات المبتكرة والمعرفة الحديثة.
- القيام بتأسيس شراكات تساهم في تعميق الأثر الكبير لدور المملكة في المشهد العالمي والإقليمي.
- أن يتم دعم دور القطاع الخاص والتكيف معه وتمكينه من خلال الاستثمار في قطاعات تعمل على تنمية حضور القطاع الخاص بها.
- الابتكار والتطور في العمل المؤسسي بما يلائم توجه الاستثمار المستقبلي.
- الإشراف على أنشطة الشركات المساهم بها من خلال المشاركة الفعالة.
- التأثير في تشكيل المستقبل الخاص بالاقتصاد العالمي للاستثمار.
أعضاء مجلس صندوق الاستثمار العام

إن مجلس صندوق الاستثمار العام يتم رئاسته من قِبل الأمير محمد بن سلمان آل سعود، أما عن أعضاء المجلس فإنهم يتمثلون في الآتي:
- وزير دولة وعضو مجلس الوزراء إبراهيم العساف.
- وزير السياحة أحمد الخطيب.
- خالد الفالح، وزير الاستثمار.
- وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل بن فاضل الإبراهيم.
- ماجد القصبي وزير التجارة.
- مستشار بالديوان الملكي محمد التويجري.
- محمد بن عبد الملك آل الشيخ، وزير دولة وعضو مجلس الوزراء.
- وزير المالية محمد عبد الله الجدعان.
- محافظ صندوق الاستثمارات العامة ورئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية ياسر الرميان.
برنامج صندوق الاستثمارات العامة
في عام 2017م تحديدًا بالربع الرابع، تم إطلاق صندوق الاستثمارات العامة الذي يعتبر من بين برامج رؤية المملكة 2030م، وهذا من أجل تعزيز وضع الصندوق، وأن يكون من أُسس تحقيق تلك الرؤية، حيث يساعد البرنامج على تعزيز دور الصندوق في تطوير وتنويع الاقتصاد بالمملكة، بالإضافة إلى تطوير قطاعات استراتيجية معينة عن طريق تنمية استثمارات الصندوق.
يُذكر أيضًا أن البرنامج يعمل على أن يكون صندوق الاستثمار العام من أبرز وأكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، وأيضًا تنمية ثروات المملكة عن طريق المساهمة في نمو الإنتاج المحلي الإجمالي غير النفطي، بالإضافة إلى تأسيس شراكات وطيدة تساعد على تعزيز دور المملكة في المشهد العالمي والإقليمي.
أهداف برنامج صندوق الاستثمارات العامة الاستراتيجية
يرنو برنامج صندوق الاستثمارات العامة إلى بعض الأهداف الاستراتيجية التي يمكن معرفتها من خلال الآتي:
- العمل على تعظيم الأصول الخاصة بصندوق الاستثمارات العامة.
- إطلاق الكثير من القطاعات الجديدة بواسطة صندوق الاستثمارات العامة.
- بناء شراكات استراتيجية عن طريق صندوق الاستثمارات العامة.
- العمل على توطين المعرفة والتقنيات المختلفة من خلال الصندوق.
أبرز إنجازات صندوق الاستثمار العام
عمل صندوق الاستثمار العام على تحقيق الكثير من الإنجازات المساهمة في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية الاقتصادية، ومن بين تلك الإنجازات:
- مشروع نيوم: يعتبر هذا المشروع من أبرز المشروعات الطموحة في العالم، والذي يهدف إلى إنشاء مدينة كبيرة معتمدة على الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا المتقدمة، ويُذكر أن الصندوق استثمر الكثير من المليارات في هذا المشروع ليكون وجهة عالمية للابتكار.
- القدية: يعد هذا المشروع مشروعًا ترفيهيًا يعمل على تحويل الرياض إلى منطقة جذب سياحي على مستوى العالم.
- الاستثمار في الشركات العالمية: عمل الصندوق على الاستثمار في الكثير من الشركات الكبرى التي من أبرزها أوبر “تيسلا”، وأمازون، الأمر الذي يساعد على تعزيز العوائد المالية، مع دعم الاقتصاد السعودي.
تأثير صندوق الاستثمار العام على الاقتصاد السعودي
يلعب صندوق الاستثمار العام دورًا كبيرًا في أن يكون اقتصاد المملكة العربية السعودية اقتصادًا معتمد عليه بشكل كبير في الكثير من القطاعات، وليس النفط فقط، ومن بين التأثيرات البارزة ما يلي:
- خلق فرص عمل: عملت مشروعات صندوق الاستثمار العام على خلق الكثير من الوظائف للشباب السعودي، الأمر الذي ساعد على خفض معدل البطالة.
- جذب الاستثمارات الأجنبية: ساهمت المشروعات التي يدعمها الصندوق في أن تكون المملكة وجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية.
- تعزيز القطاعات غير النفطية: عمل الصندوق على المساهمة في تطوير الكثير من القطاعات الأخرى غير النفط مثل السياحة، الصناعة، والترفيه، الأمر الذي أدى إلى زيادة المساهمة في الناتج المحلي الكامل.
التحديات التي تواجه صندوق الاستثمار العام
حقق صندوق الاستثمار العام الكثير من النجاحات الكبيرة، وعلى الرغم من ذلك فقد يواجه الصندوق بعض التحديات التي يجب العلم بها، والتي تتمثل في:
- التقلبات الاقتصادية العالمية: إن الأزمات الاقتصادية العالمية لها تأثير كبير على أداء الصندوق، تحديدًا في إطار الاعتماد على الاستثمارات الدولية.
- المنافسة الشديدة: يواجه صندوق الاستثمار العام منافسة كبيرة من صناديق الثروة السيادية في المنطقة والعالم بشكل عام.
- إدارة المخاطر: الصندوق في حاجة إلى تعزيز آليات إدارة المخاطر، هذا لضمان استدامة الاستثمارات.
الأسئلة الشائعة
ما هو العائد من صناديق الاستثمار؟
متوسط العائد السنوي من صناديق الاستثمار 10.50%.
كم عدد الشركات التي تأسست في محفظة صندوق الاستثمار العام؟
يبلغ عدد الشركات التي تأسس في محفظة صندوق الاستثمار العام 87 شركةً في 10 قطاعات استراتيجية.
ما هي عيوب صناديق الاستثمار؟
من عيوب صناديق الاستثمار أنها لا تمنح الأشخاص القدرة على التحكم في استثماراتهم، وهذا لأنه يتم إدارتها من قِبل مديرين محترفين.
في النهاية نشير إلى أن صندوق الاستثمار العام يعتبر من أهم الأدوات الاقتصادية المعتمد عليها بشكل كبير في المملكة العربية السعودية، وهذا لأنه يساهم في تحقيق رؤيتها 2030م، وهذا عن طريق الاستثمارات الدولية والمحلية.
[…] اقرأ أيضًا: صندوق الاستثمار العام […]
[…] اقرأ أيضًا: صندوق الاستثمار العام […]