استحواذ الشركات هي واحدة من الآليات والاستراتيجيات والخيارات التي تكون مطروحة للشركات، وذلك عند الاستجابة لعدد لا ينحصر من الظروف، وقد تكون تلك الظروف عبارة عن فرص أو أزمات.
ومن خلال موقعنا ميدان العدالة سنوضح لك ما هي خطوات الاستحواذ على شركة في السعودية، وإجراءات ما قبل الاستحواذ على شركة.
استحواذ الشركات

استحواذ الشركات هو شراء إحدى الشركات معظم أو كل أسهم شركة أخرى من أجل السيطرة عليها، وتعتبر تلك العملية شائعة في الأعمال التجارية، وتتم عملية الاستحواذ بموافقة الشركة المستهدفة أو على الرغم من عدم موافقتها.
الشركة التي تهدف للاستحواذ تسمى مستحوذ، والشركة التي يتم شراؤها من قبل المشتري تعرف بالهدف ويعد التقييم جانبًا في عملية الاستحواذ حيث يتحدد سعر البيع والتفاوض، وتتم المعاملات من خلال شراء الأصول أو الأسهم.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الشركة والمؤسسة
خطوات الاستحواذ على شركة في السعودية
توجد مجموعة من الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل استكمال استحواذ شركة على شركة أخرى، وتتمثل تلك الخطوات فيما يلي:
- إجراء المفاوضات بين الشركة المستحوذة والشركة المستحوذ عليها.
- يتم إبرام العقود اللازمة من أجل عملية الاستحواذ والتي تتمثل في شراء الأسهم والحصص.
- التصديق على كل العقود اللازمة لشراء الأسهم طبقًا لنظام الشركات السعودي، بالإضافة للنظام الأساسي للشركة المستحوذة والشركة المستحوذ عليها.
- استكمال الاجراءات المترتبة على عملية الاستحواذ لدى وزارة التجارة أو المركز السعودي للأعمال، والتي تتمثل في تعديل السجلات التجارية بكلتا الشركتين والعمل على تعديل كل من النظام الأساسي لهما.
- وضع آلية من أجل معرفة طريقة توزيع الأسهم والعمل على تحديد القيمة السهمية، وذلك في حال كان يتم الاستحواذ على شركات مساهمة.
إجراءات ما قبل الاستحواذ على شركة بالسعودية
قبل أن يتم القيام بخطوات الاستحواذ على الشركات في السعودية، فإن هناك مجموعة من الإجراءات التي يجب التعرف عليها قبل العملية، وتتمثل في الخطوات التي يتم القيام بها من قبل الشركتين للوصول لقرار الاستحواذ، وتمثل تلك الخطوات فيا يلي:
- عقد اجتماعات تمهيدية بين ممثلي الشركتين من أجل الاتفاق على عملية الاستحواذ.
- إعداد محاضر للاستحواذ والمصادقة عليها من قبل الشركتين تمهيدًا لإبرام العقد المرتبط بالاستحواذ.
- شراء الحصص والأسهم يجب أن يكون متوافقًا مع نظام الشركات السعودي وكذلك لائحته التنفيذية، والنظام الأساسي لكلتا الشركتين من ناحية موافقة الشركاء أو موافقة أغلبيتهم.
- تحضير وإعداد كافة الأوراق اللازمة من أجل استكمال إجراءات الاستحواذ لدى وزارة المركز السعودي للأعمال أو لدى وزارة التجارة.
اجراءات ما بعد الاستحواذ على شركة بالسعودية
بعد أن يتم رفع طلب الاستحواذ من قبل الشركة المستحوذة، فإنه يتم إرفاق كافة الوثائق المرتبطة والمتمثلة بعقد الاستحواذ وشراء حصص الأسهم أو الحصص في الشركة المستحوذة، وتتمثل الإجراءات التي يتم اتخاذها بعد الاستحواذ على الشركة فيما يلي:
- تعديل النظام الأساسي للشركة التي قد تم الاستحواذ عليها بشكل يتوافق مع الوضع الجديد.
- تعديل السجل التجاري لكلا الشركتين.
- تحديد آلية جديدة لتوزيع الأسهم والقيمة الاسمية لكل سهم.
- استكمال كافة الإجراءات الناشئة على الاستحواذ والتي تتمثل بتسوية أوضاع العاملين الشركة المستحوذ عليها والشركة المستحوذة.
- القيام بتحديد نسبة الخسائر والأرباح بالشركة المستحوذة.
- العمل على إجراء تعديلات لازمة من أجل تحديد أغلبية الحصص أو الأسهم في القرارات التي تم إصدارها عن الشركة المستحوذ عليها.
إجراءات الاستحواذ على شركة مساهمة عامة
عندما يتم الاستحواذ على شركة مساهمة عامة، فإنه يتم اتباع الإجراءات التالية:
- طرح الشركة العامة أسهمها للاكتتاب العام أو طرح بعض الأسهم المكتبية للبيع.
- القيام بطرح الأسهم للبيع أو للاكتتاب وفقًا للحال بشكل يتوافق مع نظام الشركات السعودي والنظام الأساسي للشركات المساهمة.
- الشركة المستحوذ عليها يجب عليها أن تقوم بشراء الأسهم المطروحة للاكتتاب أو الأسهم المطروحة للبيع طبقًا للإجراءات المقررة لذلك، مثلها مثل أي شخص طبيعي أو اعتباري يرغب بشراء تلك الأسهم أو بالاكتتاب عليها.
اقرأ أيضًا: الشركة المهنية
فهم عمليات استحواذ الشركات
تستحوذ الشركات على شركات أخرى لأسباب مختلفة، فقد يسعون للتنويع، أو زيادة التآزر، أو حصة أكبر في السوق، أو خفض التكلفة، أو عروض متخصصة جديدة.
وقد يتم القيام بعملية الاستحواذ كطريقة للدخول للسوق الخارجية في حال أرادت إحدى الشركات توسيع عملياتها لبلد آخر، وشراء شركة موجودة في تلك البلد قد يكون أسهل طريقة لدخول سوق أجنبية.
ويكون للشركة المشتراه موظفين خاصين بها واسم علامة تجارية، بالإضافة لأصول أخرى غير ملموسة والتي قد تساعد في ضمان بدء الشركة المقتناة في سوق جديد بقاعدة صلبة، وتعتبر استراتيجية نمو فربما تواجه الشركة قيودًا مادية أو استنزاف للموارد، ففي حال كانت الشركة مرهونة بتلك الطريقة فعادة ما يكون الأصح الحصول على شركة أخرى بدلًا من القيام بتوسيع الشركة
وعندما يكون هناك الكثير من العروض أو المنافسة فقد تتطلع الشركة لعمليات الاستحواذ من أجل تقليل السرعة الزائدة والقضاء على المنافسة، وللتركيز على الأشخاص مقدمي الخدمة الأكثر إنتاجية.
فوائد عمليات استحواذ الشركات

عمليات استحواذ الشركات تقدم الكثير من المزايا للطرف المستحوذ، ومن تلك الفوائد ما يلي:
1- الحد من حواجز الدخول
عمليات الاستحواذ تجعل الشركة قادرة على الدخول بأسواق جديدة وخطوط إنتاج عل الفور بعملية تجارية بالفعل معترف بالفعل، وكذلك تتمتع بسمعة طيبة وقاعدة عملاء حالية، ومن الممكن أن يساعد الاستحواذ على التغلب على حواجز دخول السوق والتي كانت صعبة سابقًا.
2- قوة السوق
الاستحواذ قد يساعد على زيادة الحصة السوقية للشركة بسرعة، وذلك على الرغم من أن المنافسة عادة ما تكون صعبة، ولكن النمو عن طريق عمليات الاستحواذ قد يكون مفيدًا في اكتساب ميزة تنافسية بالسوق وتساعد كذلك على تحقيق التأزر في السوق.
3- الوصول للخبراء
عند انضمام الشركات الصغيرة للشركات الكبرى فإنها تكون قادرة على الوصول للمتخصصين كالمتخصصين القانونيين والمتخصصين الماليين وكذلك المتخصصين في الموارد البشرية.
4- الكفاءات والموارد الجديدة
الشركة يمكنها اختيار تولي أعمال أخرى من أجل اكتساب الموارد والكفاءات التي لا تمتلكها حاليًا، فذلك يوفر الكثير من الفوائد لها كالنمو السريع في الإيرادات، أو تحسين الوضع المالي طويل الأجل للشركة، وذلك يجعل زيادة رأس المال لاستراتيجيات النمو أسهل، ويساعد التنوع والتوسع الشركة على تحمل الركود الاقتصادي.
5- أفكار ومنظورات جديدة
يساعد الاستحواذ في تكوين فريق جديد من الخبراء الذين يمتلكون أفكارًا جديدة ووجهات نظر مختلفة، والتي تساعد الشركة على تحقيق أهدافها.
6- الوصول إلى رأس المال
بعد أن تتم عملية استحواذ الشركات، فإن ذلك يساعد في الوصول لرأس المال كشركة أكبر وعادة ما يتم إجبار أصحاب الأعمال الصغيرة على القيام باستثمار أموالهم في نمو الأعمال التجارية، ولعدم قدرتهم على الوصول لأموال القروض الكبيرة.
ولكن مع الاستحواذ فهناك توافر مستوى أعلى من رأس المال، وذلك يساعد أصحاب الأعمال على الحصول على الأموال اللازمة بدون الحاجة للانغماس في جيوبهم الخاصة.
التحديات مع عمليات استحواذ الشركات في السعودية
صفقات الاستحواذ يمكنها أن تخلق بعض العقبات التي تضر بالعمل، لذلك قبل أن تتم عمليات الاستحواذ يجب الأخذ في الاعتبار ما يلي:
- قد يكون هناك علاوة إصدار كبيرة.
- مشكلات معينة في الشركة المستهدفة.
- الازدواجية فتؤدي عمليات الاستحواذ لتكرار الموظفين لواجبات بعضهم، حيث يجتمع نشاطان تجاريان متشابهان.
- وهناك حالات يقوم فيها قسمان أو أشخاص بنفس النشاط، وذلك قد يسبب في تكاليف باهظة للأجور.
لذلك عادة ما تؤدي عمليات الاستحواذ لخفض الوظائف وإعادة التنظيم من أجل تحقيق أقصى قدر من الكفاءة، وقد يؤدي تخفيضات الوظائف من التقليل من معنويات الموظفين ويؤدي لانخفاض الإنتاجية.
اقرأ أيضًا: تأسيس شركة محاماة
الأسئلة الشائعة
ما هي شروط الاستحواذ على الشركات في السعودية؟
الاستحواذ يجب أن يكون وفق نظام الشركات السعودي والأنظمة ذات الصلة، ويتم الاتفاق بشكل مباشر بين الشركتين في حال لم يتم تسجيلها بسوق الأوراق المالية.
ما هي أنواع الشركات في النظام السعودي؟
شركة المساهمة، شركة المساهمة المبسطة، الشركة ذات المسؤولية المحدودة.
ما الفرق بين الدمج والاستحواذ على شركة في السعودية؟
الاندماج هو انضمام شركتين متساويتين، ولكن الاستحواذ ينطوي على قيام شركة أكبر بشراء شركة أصغر بدون رغبتها.
استحواذ الشركات هي عملية معقدة ولا تحدث بشكل عشوائي، بل يجب أن تكون مدروسة ومخطط لها من قبل الشركة المستحوذة بشكل يتوافق مع نظام الشركات، ولا يكون مخل بقواعد المنافسة طبقًا لأحكام نظام المنافسة السعودي.
لا تعليق