يعد تقييم الشركات الناشئة عنصرًا أساسيًا في عالم الاستثمار وريادة الأعمال، فهو يحدد قيمتها العادلة، ويساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات صائبة، كما يمكّن رواد الأعمال من فهم موقعهم في السوق، وتعتمد عملية التقييم على عوامل متعددة، منها الإيرادات المحتملة، وحجم السوق، والابتكار، وعبر موقع ميدان العدالة سنستعرض أهم أساليب التقييم والمعايير التي تؤثر على قيمة الشركات الناشئة.
أهمية تقييم الشركات الناشئة

تقييم الشركات الناشئة ليس مجرد رقم، بل هو أداة استراتيجية تحدد مدى جاذبية الشركة للمستثمرين، فهو يساهم في تسهيل عمليات التمويل، ويمنح رواد الأعمال رؤية واضحة حول وضع شركاتهم، إضافةً إلى ذلك يعزز التقييم الدقيق فرص النمو والاستدامة، ويساعد في اتخاذ قرارات إدارية مبنية على أسس صحيحة، مما يضمن للشركة مسارًا واضحًا نحو النجاح.
اقرأ أيضًا: تصفية الشركات
التحديات التي تواجه تقييم الشركات
تختلف الشركات الناشئة عن الشركات التقليدية، حيث تفتقر إلى تاريخ مالي طويل أو أرباح مستقرة، ويعتمد نجاحها غالبًا على الأفكار الإبداعية والنمو المستقبلي، مما يجعل تقييمها أكثر تعقيدًا، كما أن تقلبات السوق، والمخاطر العالية، وعدم اليقين بشأن قدرة الشركة على تحقيق الأرباح تجعل التقييم الدقيق أمرًا صعبًا، ويتطلب استخدام أساليب متنوعة.
الطرق التقليدية لتقييم الشركات
هناك مجموعة من الطرق التقليدية التي نقيم بها الشركات الناشئة، تتلخص في الآتي:
- طريقة المضاعفات: تعتمد على مقارنة الشركة بشركات مشابهة، بناءً على نسبة السعر إلى الأرباح أو الإيرادات، تساعد هذه الطريقة في تحديد قيمة الشركة بسرعة، لكنها لا تأخذ في الاعتبار العوامل الفريدة لكل شركة ناشئة.
- طريقة التدفقات النقدية المخصومة (DCF): تقوم بحساب القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية المتوقعة، مما يساعد في تقدير القيمة الحقيقية للشركة، وتعتمد دقة هذه الطريقة على مدى صحة التوقعات المالية، وهو أمر قد يكون صعبًا في الشركات الناشئة.
- طريقة صافي الأصول: تعتمد على حساب قيمة الأصول المملوكة للشركة بعد خصم الالتزامات، وهذه الطريقة أكثر ملاءمة للشركات التي تمتلك أصولًا ملموسة مثل العقارات أو المعدات، لكنها غير دقيقة للشركات التي تعتمد على الأصول غير الملموسة مثل البرمجيات أو العلامة التجارية.
الطرق الحديثة لتقييم الشركات الناشئة
هناك عدة طرق حديثة يمكن استخدامها في تقييم الشركات الناشئة، وتتمثل في الآتي:
- طريقة بيركوس (Berkus Method): تعتمد على تقييم الشركة بناءً على خمسة عوامل رئيسية، وهي الفكرة، والفريق، والتكنولوجيا، والسوق، والتنفيذ، ويتم إعطاء كل عامل قيمة تقديرية، ثم يتم جمع القيم للحصول على التقييم النهائي.
- طريقة التقييم بالمرحلة (Scorecard Valuation): تستخدم عند مقارنة الشركات الناشئة بتلك الموجودة في نفس المرحلة من النمو، ويتم تحديد العوامل التي تؤثر على نجاح الشركة، مثل الخبرة الإدارية، وحجم السوق، ومستوى التنافس، ثم يتم تعديل التقييم بناءً على هذه العوامل.
- طريقة تكلفة الاستبدال: تعتمد على تقدير تكلفة إنشاء شركة مشابهة من الصفر، ويتم حساب جميع التكاليف المطلوبة لتطوير المنتج، وبناء الفريق، ودخول السوق، لكن هذه الطريقة قد لا تعكس القيمة الحقيقية للشركة إذا كانت تمتلك ميزة تنافسية يصعب تكرارها.
العوامل المؤثرة في تقييم الشركات الناشئة
هناك عدة عوامل تؤثر في تقييم الشركات، وهي :
- حجم السوق المستهدف: الشركات التي تعمل في أسواق كبيرة ولديها إمكانيات نمو عالية تحصل على تقييمات أعلى.
- نموذج العمل: الشركات التي تمتلك نموذج عمل واضحًا وقابلًا للتوسع تحظى بجاذبية أكبر لدى المستثمرين.
- فريق الإدارة: الفريق المؤسس يلعب دورًا محوريًا في نجاح الشركة، فوجود قادة ذوي خبرة يعزز ثقة المستثمرين.
- التكنولوجيا والابتكار: الشركات التي تمتلك تقنيات فريدة أو حلولًا إبداعية عادةً ما تحصل على تقييمات أعلى.
- المنافسة في السوق: إذا كانت الشركة قادرة على تقديم ميزة تنافسية مستدامة، فإن ذلك يرفع من قيمتها بشكل كبير.
اقرأ أيضًا: الشركات العائلية
دور المحامين في تقييم الشركات

يلعب المحامون دورًا أساسيًا في عمليات التقييم، حيث يساعدون في إعداد العقود، وحماية الملكية الفكرية، وضمان الامتثال للقوانين، كما يساهمون في تحليل المخاطر القانونية التي قد تؤثر على استثمارات الشركة، لذا فإن الاستعانة بمحامي متخصص في ريادة الأعمال والاستثمارات تعد خطوة ضرورية لحماية المصالح القانونية للشركة والمستثمرين.
إذ يشهد قطاع الشركات الناشئة في المملكة تطورًا كبيرًا، مدعومًا برؤية 2023 والجهود الحكومية لتعزيز بيئة ريادة الأعمال، تتوفر العديد من الصناديق الاستثمارية الداعمة للشركات الناشئة، مما يزيد من أهمية التقييم الدقيق، إضافةً إلى ذلك، فإن التشريعات الداعمة وسهولة ممارسة الأعمال تلعب دورًا في تحديد قيمة الشركات الناشئة في السوق السعودي.
أهمية تحليل المخاطر في تقييم الشركات
تقييم المخاطر أمر أساسي عند تقدير قيمة الشركات الناشئة، حيث ترتبط هذه الشركات بمعدلات فشل مرتفعة، لذا يتم تحليل عدة أنواع من المخاطر، منها:
- المخاطر التشغيلية: تتعلق بقدرة الشركة على تنفيذ خططها وتحقيق أهدافها، وتشمل جودة الفريق الإداري، وكفاءة العمليات التشغيلية.
- المخاطر المالية: تشمل مستوى المديونية، واستدامة التدفقات النقدية، وقدرة الشركة على تحقيق الأرباح في المستقبل.
- المخاطر السوقية: تتعلق بمستوى المنافسة، واتجاهات السوق، وإمكانية تبني العملاء للمنتج أو الخدمة.
- المخاطر القانونية: تشمل الامتثال للقوانين، وحقوق الملكية الفكرية، والعقود مع المستثمرين والشركاء.
تأثير البيئة الاقتصادية على تقييم الشركات الناشئة
يتأثر تقييم الشركات الناشئة بالظروف الاقتصادية المحلية والعالمية، حيث تلعب العوامل التالية دورًا مهمًا في تقدير قيمتها:
- أسعار الفائدة: تؤثر أسعار الفائدة على شهية المستثمرين للاستثمار في الشركات الناشئة، فارتفاعها يقلل من رغبة المستثمرين في المجازفة.
- التضخم: ارتفاع معدلات التضخم يقلل من القوة الشرائية، مما قد يؤثر على قدرة الشركات الناشئة على تحقيق الأرباح.
- التوجهات الحكومية: توفر الحكومات الداعمة لريادة الأعمال بيئة استثمارية أكثر استقرارًا، مما يرفع من تقييم الشركات الناشئة.
- المناخ الاستثماري: كلما زادت الاستثمارات في الشركات الناشئة ارتفعت قيمتها السوقية، حيث يعكس ذلك ثقة المستثمرين في مستقبل القطاع.
دور الشراكات الاستراتيجية في رفع قيمة الشركات الناشئة
الشركات الناشئة التي تعقد شراكات استراتيجية مع شركات كبرى أو مؤسسات حكومية تحصل على تقييم أعلى، لأن هذه الشراكات تعزز فرص النمو والاستقرار، ومن أهم فوائد الشراكات الاستراتيجية:
- توسيع نطاق السوق: تساعد الشراكات في دخول أسواق جديدة بسرعة، مما يزيد من إيرادات الشركة.
- تعزيز الثقة: حصول شركة ناشئة على شريك استراتيجي قوي يعزز ثقة المستثمرين والعملاء فيها.
- تحسين الكفاءة التشغيلية: تساهم الشراكات في توفير الموارد التقنية، والبنية التحتية، والخبرات الإدارية.
أهمية البيانات المالية في تقييم الشركات
الشفافية المالية عنصر أساسي في تحديد قيمة الشركة الناشئة، فكلما كانت الشركة أكثر وضوحًا في بياناتها المالية، زادت ثقة المستثمرين فيها، ومن أهم العوامل التي تعزز التقييم المالي:
- الإفصاح عن الإيرادات والنفقات: الشركات التي تقدم بيانات مالية واضحة تحقق تقييمًا أكثر دقة.
- إدارة الديون: الشركات التي تحافظ على مستوى مديونية منخفض تحصل على تقييم أعلى.
- دقة التوقعات المالية: الشركات التي تقدم خططًا مالية دقيقة مبنية على بيانات حقيقية تحظى بثقة المستثمرين.
مستقبل تقييم الشركات الناشئة في ظل التطورات التكنولوجية
مع تطور التكنولوجيا، يتوقع أن تصبح عمليات تقييم الشركات أكثر دقة، حيث ستساهم التقنيات الحديثة في تحسين طرق التقييم، ومن أبرز التوجهات المستقبلية ما يلي:
- استخدام البلوكتشين: ستساهم تقنية البلوكتشين في تعزيز الشفافية وتحسين دقة التقييم المالي.
- التقييم القائم على البيانات الفورية: ستتيح الأدوات الرقمية إمكانية تقييم الشركات في الوقت الفعلي بناءً على أدائها الحالي.
- الاعتماد على نماذج التعلم الآلي: ستساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم تقييمات أكثر دقة بناءً على التحليل العميق للبيانات.
اقرأ أيضًا: الشركات الاجنبية
الأسئلة الشائعة
ما أفضل طريقة لتقييم الشركات الناشئة؟
لا توجد طريقة واحدة مثالية، لكن الجمع بين الطرق التقليدية والحديثة يمنحك رؤية أكثر دقة حول قيمة الشركة، ويعتمد الاختيار على طبيعة الشركة ومدى توفر البيانات المالية.
هل يمكن تقييم شركة ناشئة بدون إيرادات؟
نعم، يمكن ذلك من خلال تقييم العوامل غير المالية مثل التكنولوجيا، وحجم السوق، والفريق الإداري، والابتكار، وبعض الشركات الناشئة قد تكون ذات قيمة عالية رغم عدم تحقيقها لإيرادات فعلية.
ما أهمية التقييم عند البحث عن مستثمرين؟
التقييم يحدد قيمة الاستثمار العادل، مما يسهل عملية التفاوض مع المستثمرين، كما أنه يعزز ثقتهم في الشركة من خلال تقديم رؤية واضحة حول إمكانياتها وفرص نموها في المستقبل.
تقييم الشركات الناشئة عملية معقدة تتطلب فهمًا عميقًا للأساليب المختلفة والعوامل المؤثرة، سواء كنت مستثمرًا يبحث عن فرص جديدة أو رائد أعمال يسعى لجذب التمويل، فإن التقييم الصحيح يضمن اتخاذ قرارات مدروسة تعزز النجاح والنمو، وللحصول على استشارة قانونية متخصصة تواصل مع محامي خبير في تقييم الشركات والاستثمارات.
[…] اقرأ أيضًا: تقييم الشركات الناشئة […]
[…] اقرأ أيضًا: تقييم الشركات الناشئة […]