الهيكلة التنظيمية للشركات تعد حجر الزاوية في تأسيس الشركات الناجحة، إذ إنها تعزز الكفاءة والشفافية، وتضع إطار يحدد السلطات والمسؤوليات، لذا فإنه يلزم كل المقدمين على تأسيس شركات أن يعرفوا مما يتكون الهيكل التنظيمي، وما أنواعه، ولذلك سوف نتناول من خلال موقع ميدان العدالة تعريف وأهمية الهيكل التنظيمي في الشركات وأنواعه.
ما هي الهيكلة التنظيمية للشركات

الهيكل التنظيمي في الشركات يعد إطارًا تنظيميًا من شأنه توزيع كل من المسؤوليات، والسلطات داخل الشركة بشكل واضح، بما في ذلك تقسيم الإدارات والأقسام، وتسلسل السلطات، وآلية التنسيق والتواصل فيما بينها؛ مما يضمن تعزيز كفاءة الشركة، ويقلل من فرص حدوث الفوضى بين الإدارات أثناء سير العمل.
أهمية الهيكل التنظيمي في الشركات
الهيكل التنظيمي ليس مجرد مخطط أو رسم بياني لتوزيع الموظفين، إنما هو حجر الزاوية في تأسيس شركة ناجحة، ومن أبرز فوائده:
- تحديد الأدوار والمسؤوليات، بحيث لا يحدث تداخل بين مهام الموظفين، ويعرف كل موظفي حدود صلاحيات، مما يقلل من ازدواجية الوظائف.
- تحسين كفاءة العمل، بحيث ينظم سريان المعلومات مثل التقارير، وغيرها، كما يقلل من فرص حدوث الفوضى وهدر الوقت والموارد.
- تبرز أهمية الهيكلة التنظيمية للشركات في تسهيل النمو والتوسع، بحيث يسهل توزيع الأدوار عند فتح الفروع الجديدة.
- يضمن عدم حدوث فوضى عند الانتقال إلى سوق جديدة، حيث إن كل موظف يعرف دوره، والمسؤولية الواقعة عليه.
- تعزيز اتخاذ القرارات الاستراتيجية، مثل قرار توظيف مدير جديد، كما يوضح قنوات الاتصال الرسمية بين الأقسام الرئيسية.
- تعزيز الشفافية والحوكمة، حيث إنه يمنع تضارب المصالح، مثل في حالة فصل مجلس الإدارة عن الإدارة التنفيذية.
- تحفيز الموظفين، وتقليل الصراعات فيما بينهم، وذلك لأن الهيكل التنظيمي يوضح مسؤولية كل موظف، وحدود صلاحياته، كما يوضح مسار الترقيات.
اقرأ أيضًا: تقييم الشركات الناشئة
مكونات الهيكلة التنظيمية للشركات
يتكون الهيكل التنظيمي الناجح من عدة مستويات تترابط بعضها ببعض، وتتمثل في ثلاثة مستويات رئيسية، وهي:
1- مستوى الإدارة العليا (الاستراتيجي)
أولى المستويات المكونة للهيكل التنظيم في الشركات هو المستوى الاستراتيجي، والذي يمثل الإدارة العليا، وينقسم للآتي:
- الجمعية العامة للمساهمين، وهي السلطة الأعلى في الشركات المساهمة، وتعقد مرة واحدة في العام لاتخاذ قرارات مهمة مثل توزيع الأرباح.
- مجلس الإدارة، والذي يتم تأسيسه عن طريق الانتخاب من المساهمين، ويعمل على تحديد استراتيجية الشركة العامة.
- يشمل مجلس الإدارة رئيس المجلس، ونائب الرئيس، وأعضاء مستقلين.
- توجد لجان تابعة لمجلس الإدارة، مثل لجنة المكافآت، والمراجعات، والمخاطر، والترشيحات.
2- مستوى الإدارة الوسطى (التنفيذي)
الهيكلة التنظيمية للشركات تتضمن المستوى التنفيذي أيضًا، والذي يعد الإدارة الوسطى في الشركة، ويتمثل في الآتي:
- المدير التنفيذي، وهو المسؤول عن تنفيذ الاستراتيجية التي يضعها مجلس الإدارة.
- نواب المدير التنفيذي، مثل نائب التقنية، ونائب الشؤون المالية، ونائب العمليات.
- الإدارات الرئيسية، مثل إدارة التقنية، والمبيعات، والتشغيل، والتسويق، والمالية، والموارد البشرية.
3- مستوى الموظفون (التشغيلي)
المستوى الثالث المكون للهيكل التنظيمي في الشركات هو الموظفون، حيث يمثل المستوى التشغيلي، ويتكون من الآتي:
- الموظفون التنفيذيون بمختلف الأقسام والمهام.
- المشرفون على موظفي الأقسام المختلفة.
- رؤساء الأقسام، مثل رئيس قسم المحاسبة، وغيره.
اقرأ أيضًا: استحواذ الشركات
أنواع الهيكلة التنظيمية للشركات

يختلف نوع الهيكل التنظيمي في الشركات حسب حجمها، وطبيعة النشاط الذي تمارسه، وكذلك أهداف الشركة الاستراتيجية، ومن أبرز أنواعها ما يلي:
1- الهيكل الوظيفي
الهيكل الوظيفي يعد الأنسب للشركات الصغيرة والمتوسطة ذات الخدمات أو المنتجات المحدودة، ونوضح ذلك خلال النقاط التالية:
- يتميز الهيكل الوظيفي بأنه يعمل على التقسيم حسب التخصص، مثل إدارة مالية، موارد بشرية، وتسويق.
- يعمل على تعزيز كفاءة العمل، حيث يعمل كل خبير في تخصص محدد.
- يعيب الهيكل الوظيفي أنه قد يسبب العزلة بين الإدارات، ويعطل اتخاذ القرارات بسبب التسلسل الهرمي.
2- الهيكل القطاعي
الهيكل القطاعي ضمن أنواع الهيكلة التنظيمية للشركات، وهو يعد الأمثل للشركات الكبرى، خاصةً التي تعمل في نشاطات متنوعة، ونوضح ذلك فيما يلي:
- يتميز الهيكل القطاعي بأنه يقسم عمل الشركة حسب المنتجات، مثل الشركات التي لديها قسمٌ للملابس، وآخر للمعدات الرياضية.
- يمكن أن يقسم الهيكل الشركة حسب المنطقة الجغرافية، مثل في حالة فرع بالرياض، وآخر بجدة، والثالث بالدمام.
- يمكن تقسيم القطاعات حسب نوع العملاء، مثل القطاع الخاص، أو الحكومي، أو الأفراد.
- يعيب الهيكل القطاعي أن كل قطاع يحتاج إلى متخصص في الأقسام، مثل موظف مالي في كل قطاع، وكذلك التسويق، وغيرها من أقسام.
- قد يواجه هذا الهيكل القطاع بعض المشكلات في التنسيق بين الأقسام المختلفة.
3- الهيكل المصفوفي
ضمن أنواع الهيكلة التنظيمية للشركات؛ الهيكل المصفوفي، وهو يعد الأنسب للشركات التي تعمل في مجال التكنولوجيا، أو المقاولات كذلك، وذلك للآتي:
- يتميز بأنه يجمع بين كل من الهيكل الوظيفي والقطاعي، بحيث يتبع الموظفون أكثر من مدير، مثل مدير مشروع، ومدير وظيفي.
- يعيب الهيكل المصفوفي أنه قد تواجه الإدارة مشكلة صراع ولاء الموظفين لمدير على حساب آخر.
- يتطلب هذا النوع من الهياكل التنظيمية تقنيات تواصل فعالة من أجل تجنب الفوضى.
4- الهيكل الأفقي
يناسب الهيكل الأفقي عمل الشركات التقنية، أو الشركات الناشئة، حيث إنه يتميز بالآتي:
- يتميز الهيكل الأفقي بعدد المستويات الإدارية القليل، حيث يكون عادةً مكون من مستويين، ولا يتجاوز الثلاثة مستويات.
- يساعد هذا الهيكل على تسريع عملية اتخاذ القرارات، كما يشجع الموظفين على الابتكار.
- يعيب هذا النوع من الهياكل التنظيمية أنه محدود الترقيات، مما يجعل الشركة أكثر عرضة لخسارة الكفاءات.
- قد يتسبب الهيكل الأفقي في إرباك إداري في حالة توسع ونمو الشركة، لذا قد تحتاج الشركة في هذا الحالة إلى تغيير هيكلها.
5- الهيكل الشبكي
ضمن أنواع الهيكلة التنظيمية للشركات الهيكل الشبكي، وهو يعد من الخيارات الأكثر مرونة، ومن أبرز خصائصه ما يلي:
- يتميز الهيكل الشبكي بأنه يعتمد على التعاقد مع الجهات الخارجية، مثل أن تستعين الشركة بشركة تسويق، أو مكتب محاسبة.
- يعيب هذا النوع من الهياكل التنظيمية أنه يصعب الحفاظ على جودته، حيث تعتمد الجودة على الشركاء الخارجيين بشكل كبير.
6- الهيكل الدائري
الهيكل الدائري ضمن أنواع الهياكل التنظيمية الأقل شيوعًا، لكنه فيه مميزات قد تناسب استراتيجية بعض الشركات، مثل:
- القيادة في هذا الهيكل التنظيمي تكون بمركز الدائرة، وحول المركز تكون الإدارات بالتدرج.
- الهيكل الدائري يعزز من العمل الجماعي بين الإدارات، ويقلل من تأثير التدرج الهرمي.
- نظرًا إلى أن هذا الهيكل يعد الأقل شيوعًا، فإنه قد يسبب غموض في توزيع السلطات.
7- الهيكل القائم على الفرق
ضمن أنواع الهيكلة التنظيمية للشركات غير الشائعة، الهيكل القائم على الفرق، والذي نوضح تفاصيله خلال ما يلي:
- يعد الهيكل القائم على الفرق هو الأنسب للشركات الإبداعية، والمشاريع المؤقتة، حيث إنه يعتمد على فرق تعمد في تخصصات متعددة.
- من عيوب هذا النوع من الهياكل التنظيمية أنه يصعب إدارته، حيث تحدث مشكلة تداخل المسؤوليات بين الفرق.
كيفية اختيار الهيكل المناسب للشركة
في إطار الحديث عن أنواع الهياكل التنظيمية للشركات، نجد أنه جدير بالذكر إيضاح كيفية اختيار الهيكل المناسب، وذلك على النحو التالي:
- وفقًا لحجم الشركة يمكن اختيار الهيكل المناسب، حيث إن الشركات الصغيرة يناسبها الهيكل الوظيفي، أو الأفقي، بينما الشركات الكبيرة يناسبها الهيكل المصفوفي، أو القطاعي.
- يمكن اختيار الهيكل التنظيمي حسب نشاط الشركة، حيث إن الهيكل القطاعي يناسب الشركات المصنعة، بينما الهيكل الوظيفي، والشبكي يناسبان الشركات الخدمية.
- متطلبات السوق تلعب دورًا مهمًا في اختيار الهيكل المناسب، حيث إن قطاع مثل القطاع التقني تحتاج إلى هيكل مرن.
- في حالة الشركات العائلية، قد تحتاج الشركة للدمج بين كل من الهيكل الوظيفي والهرمي.
اقرأ أيضًا: أنواع الشركات
الأسئلة الشائعة
ما هو الهيكل التنظيمي الذي تستخدمه معظم الشركات؟
الهيكلة التنظيمية للشركات الأكثر شيوعًا في السعودية هو الهيكل الوظيفي، ويليه في من حيث الانتشار الهيكل القطاعي.
من هو المسؤول عن الهيكل التنظيمي؟
المسؤول عن الهيكل التنظيمي في الشركات الكبيرة يكون مجلس الإدارة، حيث إنه يقرر الهيكل العام، وتشرف الإدارة العليا بالتعاون مع استشاريين خارجيين على التصميم، بينما في الشركات الصغيرة يكون المدير العام، أو المالك هو المسؤول عن تحديد الهيكل.
ما هو الفرق بين الهيكل التنظيمي والخريطة التنظيمية؟
نوضح الفرق بين الهيكلة التنظيمية والخريطة التنظيمية عبر الجدول التالي:
المعيار | الهيكل التنظيمي | الخريطة التنظيمية |
التعريف
|
الإطار العام لتوزيع السلطات والمسؤوليات بين الإدارات | تمثيل بصري للهيكل التنظيمي |
الغرض | يوضح كيفية عمل الشركة | يوضح التسلسل الهرمي بين الوظائف بصورة مرئية |
الشكل | يكون وثيقة نصية أو نظام إداري | رسم بياني، يوضح المناصب والتبعيات |
الهيكلة التنظيمية للشركات هي الإطار الذي يحدد آلية توزيع المهام شاملة السلطات، والمسؤوليات، وهو من الركائز الأساسية التي تساهم في نجاح الشركة، حيث يمنع حدوث الفوضى بين الإدارات، ويسرع من وتيرة العمل، وقد عرضنا مكونات الهيكل التنظيمي، حيث أوضحنا أنه ينقسم لثلاثة مستويات رئيسية؛ متمثلة في المستوى الاستراتيجي، والتنفيذي، والتشغيلي.
لا تعليق